التصميم: عامل استراتيجي لخلق القيمة والتميز في عصر المهارات الرقمية
أهمية التصميم في عالم الأعمال
أهمية التصميم لا يتعلق فقط بالجماليات. إنه يتعلق بخلق قيمة للعملاء والشركات من خلال الابتكار وتوظيف المهارات الرقمية. في سوق تنافسي وديناميكي، يمكن أن يكون التصميم عامل تمييز رئيسي ومصدرًا للميزة التنافسية. ولكن كيف تمكنت بعض الشركات من التفوق في التصميم وتحقيق أعمال مميزة؟
دراسة ماكنزي حول ممارسات التصميم
كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة ماكنزي آند كومباني عن رؤى حول ممارسات التصميم لـ300 شركة مدرجة في البورصة في ثلاثة قطاعات: التكنولوجيا الطبية، السلع الاستهلاكية، والخدمات المصرفية للأفراد. تستخدم الدراسة مقياسًا يسمى مؤشر ماكنزي للتصميم، الذي يقيس مدى قوة الشركات في التصميم وكيفية ارتباطها بأدائها المالي.
الارتباط بين التصميم والأداء المالي
وجدت الدراسة ارتباطًا قويًا بين الدرجات العالية لمؤشر التصميم والأداء الفائق للأعمال. أظهرت النتائج أن الشركات التي حصلت على نقاط عالية في مؤشر التصميم زادت إيراداتها وإجمالي عائدات المساهمين بشكل أسرع بكثير من نظرائها في القطاع على مدى خمس سنوات، مما أدى إلى زيادة نمو الإيرادات بمقدار 32 نقطة مئوية وزيادة نمو إجمالي عائدات الأسهم بمقدار 56 نقطة مئوية للفترة ككل.
أربعة محاور للتصميم الجيد
حددت الدراسة أربعة مواضيع عامة للتصميم الجيد ترتبط بتحسين الأداء المالي:
- القيادة التحليلية: يتمتع أفضل المصممين بقيادة تصميم قوية تضع رؤى وأهدافًا واضحة، وتدمج مقاييس التصميم في صنع القرارات التجارية، وتعزز ثقافة التعلم والتحسين المستمر، مستفيدين من المهارات الرقمية.
- تجربة المستخدم: يضع أفضل المصممين احتياجات المستخدم في قلب كل تصميم. يستثمرون في أبحاث المستخدمين وملاحظاتهم، ويستخدمون البيانات والرؤى لإنشاء منتجات وخدمات تلبي أو تتجاوز توقعات المستخدمين، مع التركيز على الابتكار.
- المواهب المتعددة: يتعاون أفضل المصممين عبر مختلف الوظائف والتخصصات، ويكسرون الحواجز لتعزيز تبادل الأفكار والمهارات. يجذبون فرق تصميم متنوعة وموهوبة في المهارات الرقمية، ويطورونها ويحافظون عليها، ويتمتعون بالمزيج المناسب من القدرات والعقليات.
- التكرار المستمر: يمارس أفضل المصممين التجريب والابتكار، ويختبرون العديد من الأفكار والنماذج الأولية، ويتعلمون من الإخفاقات، ويوسعون نطاق النجاحات. يعززون التكرار في تصاميمهم لجعلها أفضل مع مرور الوقت بناءً على ملاحظات المستخدم وظروف السوق المتغيرة.
الخلاصة: التصميم كميزة تنافسية في عصر المهارات الرقمية
من خلال اتباع هذه المحاور الأربعة للتصميم الجيد، يمكن للشركات خلق قيمة لعملائها وأعمالها، مما يحقق نموًا وربحية أعلى. أهمية التصميم تكمن في كونه ليس مجرد مسألة ذوق أو تفضيل، بل هو عامل استراتيجي يمكنه تحقيق أفضل النتائج للأعمال، خاصةً مع تطور المهارات الرقمية والابتكار في العصر الحديث.